الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
وقد نص الأكثرون (1) على أن الباء أصل لأحرف القسم، والواو عوض منها، والتاء عوض من الواو حتى قال ابن أبي الربيع: "لا أعلم في هذا خلافا أن الأصل الباء وأن الواو بدل من الباء إلا السهيلي فإنه رد على جميع النحويين، وقال: ليست الواو بدلا من الباء" (2) ولكنها عنده واو العطف.ورد أبو حيان قول السهيلي (3) بأنها لو كان أصلها العطف لم يدخل عليها واو العطف كما في قول الشاعر (4):
ومع ذلك لم يذهب أبو حيان مذهب الأكثرين، بل ذهب إلى أن ليس شيء منها أصل لآخر (5)، ولعل هذا ظاهر قول سيبويه، يقول: "وللقسم والمقسم به أدوات في حروف الجر، وأكثرها الواو، ثم الباء، يدخلان على كل محلوف، ثم التاء، ولا تدخل إلا في واحد" (6).وذكر الإربلي (ت: بعد 745هـ) قولا آخر عن بعض النحويين، وهو أن الواو أصل الباء (7).فإذا كانت الواو- في قول الأكثرين- عوضا من الباء، والتاء عوضا من الواو فكيف تعد- في قولهم- الواو والتاء من أحرف القسم بله حروف الجر؟- - - - - - - - - -(1) ينظر: المقتضب: 2 /319، 320، والجمل: 72، والإيضاح: 202، ومعاني الحروف: 41، وسر صناعة الإعراب: 2 /639، وكشف المشكل: 1 /583، وشرح الكافية: 4 /311، وفتح الله: 59.(2) البسيط: 2 /925. وينظر: أمالي السهيلي: 44.(3) ينظر: ارتشاف الضرب 2 /481.(4) البيت لراشد بن شهاب اليشكري في: المفضليات: 308، وشرح اختيارات المفضل: 3 /1318، وبلا نسبة في: ارتشاف الضرب 2 /481، وهمع الهوامع: 2 /394، والدرر 4 /215.(5) ينظر: البحر المحيط: 7 /444.(6) كتاب سيبويه: 3 /496.(7) ينظر: جواهر الأدب: 165. النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 264- مجلد رقم: 1
|